قالوا رحلتَ


رثاء في وداع الرجل الفاضل المكرم محمد بن عبدالله بوعايشة (ابو هيثم) رحمه الله تعالى ، الذي وافته المنية في مدينة الدمام يوم الأحد 26/6/1440 الموفق 3/3/2019

Walid Harfoush

قد كنـتَ قلـباً حـانـيـاً وخـلـيـلا

قـالـوا رحـلـتَ ومـا أطلتَ رحــيلا

منهـا الـديارُ ومن أتاكَ عـلـيـلا

والروحُ فيكَ كنسمةٍ لا ترتوي

وزرعتَ وردكَ في المكانِ جميلا

أشرقتَ في تلكَ الديارِ ببهجةٍ

واسـيتَ حراً أو حـفـظـت مُـعـيـلا

لـمـحـمـدٍ في كـلِّ قـلـبٍ لـمـسةٌ

يرضى الجمالُ من الوجودِ رحيلا

يا سـيـداً لـلـجودِ والأخلاقِ هل

أثـرى الكـمـالَ وصـدقَ الـتـنـزيـلا

ودماثةُ الأخلاقِ في الطبعِ الذي

فأقمتَ في مهدِ الكرامِ نبيلا

هو جوهرُ الأحرارِ مازج صدقَهم

تـلـقى الـصـحابَ مُـهـلـلاً تـهـليلا

مـتـواضــعٌ ، مـتـأمــلٌ ، مـتـبـســمٌ

والوجهُ يبقى مُسفراً وجليلا

في وجهكَ البسماتُ تطلقُ نورها

وجعلتَ صدقكَ في الكفاحِ دليلا

فـلـقـد بـنـيـتَ بـكـفِ جـهـدٍ طـامـحاً

وصمدتَ في ساحِ الصراعِ أصيلا

واجهتَ صعبَ العمرِ دونَ مهابة

روحَ الـــكــــتــابِ مُـــرتــلاً تـــرتــيـــلا

وصبرتَ رغمَ الداءِ كنتَ معانقاً

جـسـداً مـن الأســقامِ صارَ نـحـيـلا

في قـلـبـكَ الإيـمـانُ يـروي صابـراً

وسـكــنـتَ دارَ الـمـؤمـنـيـنِ بـديــلا

غادرتَ نحوَ الخُلدِ في ثوبِ التقى

9 مارس 2019م