كيف تغلب صاحبنا على السرطان


سلسلة تغريدات

كتب فايز الرابعة (@fbinr) على حسابه في تويتر سلسلة من التغريدات، تحدث فيها عن تحدي مرض السرطان وكيف تخطى احد اصحابه هذا المرض العضال بعزيمة واصرار بعد توفيق الله وكرمه. وقد إستأذنته ووافق مشكوراً بجمع التغريدات ونشرها في صفحة واحدة لسهولة الاطلاع والرجوع اليها ومشاركتها في الوسائل والشبكات الاجتماعية الاخرى. وفيما يلي رابط تغريداته:

https://twitter.com/fbinr/status/1013927774229352449

عاد للأكل الذي كان يأكله الناس قبل 50 سنة

السرطان موجود وينتشر بشكل مخيف ، فتكاد لا تخلو اسرة كبيرة من مريض بالسرطان.. منذ سنة فقدتُ قريب وصديق وجار اصيبوا بالسرطان. وهذه السنة تماثل للشفاء احد الأصدقاء من سرطان البنكرياس ، وتجربته مع المرض جديرة بان أتناولها في هذه التغريدات. في عام 1999 فقدت احدى القريبات ، وكتبت مقال في جريدة المدينة عن معاناة مرضى السرطان وعن انتشار السرطان ، ورد عليه معالي الدكتور اسامة شبكشي (شفاه الله) عندما كان وزيراً للصحة آنذاك.. وقد علل ارتفاع نسبة مرض السرطان لارتفاع متوسطات (الاعمار).


حقيقة لا ادري هل المرض ينتشر او ان الخدمات الصحية والوعي الصحي في تطور وأصبحنا ندرك وجود مرض السرطان ، وبالمناسبة وزارة الصحة تقدم امكانيات متميزة لا تقل عن الدول المتقدمة ، ولها منا الشكر والتقدير ، والعديد من الحالات التي تشخص مبكراً تتمثل للشفاء ولله الحمد.


قصة صاحبنا بدأت عام 2011 ، وهو طبيب في الستينات من عمره وأستاذ في احدى الجامعات الامريكية ، اكتشف ورم سرطاني في البنكرياس ، وكان حجم الورم اقل من إنش (2.54 سنتيميتر) ، وكان تحليل الأورام الخاص بالبنكرياس CA 19-9 مرتفع فقد بلغ 273 بينما الحد الاعلى الطبيعي 37 ، فسافر الى امريكا للعلاج. ولم يجد فرق بالتشخيص.


قال الاطباء بانهم لن يتدخلوا جراحياً ولا إشعاعياً ولن يعطوه العلاج الكيماوي لأن حجم الورم اقل من إنش ، واكتفوا بمراقبة الورم بالتصوير والتحليل. كان الانتظار مزعج ومتعب نفسياً ، خلاف الآلام المصاحبة للورم والتي استمرت اربعة أشهر.

كان يتحدث معي كانسان مودع ، فيصعب عليه الحديث ويصعب علي الاستماع .. فهو طبيب ويدرك حالته الطبية اكثر من غيره ، وفي نفس الوقت هو مؤمن بالله ولديه الإرادة التي يقاوم بها السرطان .. الحقيقة لا اعرف كيف أُوصِّف شعوره وشعور من حوله ، فالأمر كان فجأة وصدمة لنا جميعاً. أستمر صراعه مع المرض من عام 2011 وحتى عام 2017 .. لم يمل ولم يكل حتى استطاع ان يتغلب على السرطان وعادت تحاليله طبيعية .. كان الاطباء في امريكا يسألونه كيف تغلبت على المرض؟ ماذا كنت تفعل؟ ما هو الدواء الذي أخذته؟ فماذا فعل صاحبنا؟


قام صاحبنا بثلاثة امور:

  1. الامتناع عن البروتين الحيواني.

  2. المحافظة على الرياضة.

  3. المحافظة على ان يكون جسده قلوي/ قاعدي.


كنت ملازماً له وتعلمت منه الكثير ، وساشرح كل نقطة.

بالمناسبة صاحبنا الطبيب عضو في جمعية امريكية لمقاومة الشيخوخة anti-aging وعمره الان 76 سنة ويمارس الرياضة لمدة ثلاث ساعات يومياً ويعمل 12 ساعة في اليوم .. فالطريقة التي يعيش بها جديرة ان يطبقها حتى من لا يعاني من السرطان .. فلا احد يكره الصحة والعافية.


امتنع عن اكل اللحوم والألبان والأجبان والحليب وعوض ذلك بالبروتين النباتي ، ووجبة سمك مشوي في الاسبوع ، وامتنع عن السكر والمعلبات وكل اكل لا يكون طبيعي. عاد للأكل الذي كان يأكله الناس قبل 50 سنة بدون لحوم او حليب او دهون. كان يحافظ على عدم انخفاض الفيتامينات ، ويتناولها بشكل يومي ومن خلال المصادر الطبيعية لها .. وله قائمة على سطح مكتبه .. صورتها ليستفيد منها من يعاني من السرطان ومن يريد ان يحافظ على شبابه وصحته.

كان يقول لي اذا اردت ان تحافظ على صحتك وشبابك ، احرص ان يكون الاكل في نطاق 8 ساعات ، ولا تأكل بعدها شيء ولك الحرية في شرب الماء والشاي والعصير في اي وقت .. وهذه الطريقة فيها أبحاث كثيرة تعزز صحة وشاب الخلايا (ولعل الصيام اقرب مثال لهذا التطبيق) .. والحقيقة انني عجزت عن حصر الاكل في 8 ساعات وعن الامتناع عن اللحوم.


هذا بخصوص الغذاء .. اما الرياضة فقد كان يمارسها من بعد صلاة الفجر لمدة ثلاث ساعات ، حتى اصبحت جزء أساسي من حياته ، فالرياضة تنشط الدورة الدموية وتساعد على الحرق ، وترفع مستوى المزاج وتحسن من الحالة النفسية ، هذا بجانب حمام البخار والدوش البارد يوميا. تعلمت منه تمرين في الجري اطلق عليه اسم تمرين الحياة .. يجري بسرعة لمدة دقيقتين ، ثم يمشي مشي سريع لمدة دقيقتين ، ويعاود الجري السريع .. يكرر ذلك لمدة ربع ساعة كبداية للتمارين الرياضية ، مع الحفاظ على ضربات القلب بحيث لا تتجاوز المعدل المناسب للعمر .. وفق هذه المعادلة:

حتى لا يجهد القلب يجب ان لا تتجاوز ضربات القلب في الدقيقة المعدل الذي يتناسب مع العمر وفق المعادلة التالية 220-(العمر) مضروب في 80%

مثال: شخص عمره 35 سنة ، 220-35 ضرب 80% تكون النتيجة 148 ضربة في الدقيقة كحد أقصى .. طبعاً كلما تقدم العمر ينخفض الحد الأقصى لضربات القلب.


نأتي للمحافظة على الجسم كوسط قلوي احاول ان أبسطها لمن لم يدرس كيمياء. الماء المقطر (ماء البطارية) الخالي من الأملاح وسط متعادل تبلغ ph فيه 7 واذا انخفضت ph عن سبعة يكون الوسط حامضي وما فوق ph7 قاعدي (قلوي) .. وماء زمزم غني بالأملاح والمعادن يعتبر وسط قاعدي (قلوي). نستطيع ان نجعل الجسد قاعدي بشرب ماء زمزم بقدر المستطلع ، واذا لم يتوفر زمزم؟ الخضار والفواكه.

الوسط القاعدي مفيد للجميع ، فاذا اردت ان يكون جهاز المناعة افضل لمقاومة جميع الأمراض احرص على ان يكون جسدك قاعدي وليس حامضي .. اكثر من الموز والبرتقال والليمون والتفاح والخس والخضار ..الخ وبإمكان البعض البحث في قوقل فهناك طرق طبيعية كثيرة لتحويل الجسد من حامضي الى قاعدي.

طبعاً الوسط القاعدي غير مناسب لتكاثر الفيروسات والميكروبات والامراض ، بعكس الوسط الحامضي .. لذا من الافضل ان نحافظ على أجسادنا قلوية حتى لا نكون عرضة للأمراض .. حتى الانفلونزا يمكن تقل زيارتها لمن يعاني منها باستمرار متى ما تمكن ان يجعل جسده قلوي.


اخيرا: الاهم من هذا كله الإيمان بالله وانه القادر على كل شيء ، وكل ما يصيبنا من الله خير ، والإنسان وان طال عمره سيموت بمرض او بدون مرض ، ولكن متى ما عرفنا كيف نتعامل مع واقعنا لا شك ان هذا افضل .. ادام الله عافيته وفضله ورحمته علينا جميعا.